معرض اللعبة
حكاية اللعبة
تتنوع منتجات ألعاب في الفيديو في هذه الصناعة النامية. فهنالك الألعاب الناجحة التي يطغى محبوها على كارهيها, وهنالك الألعاب التي يتفق الأغلبية على سوئها. ولكن النوع الأفضل هو “الجواهر الخفية” كما أحب تسميتها, وهي ألعاب لربما لا تجد لها تلك الشعبية المتفشية, ولكنك تكون على يقين أن جميع من تذوق حلاوتها, أيقن أنها من تلك الألعاب الخالدة في التاريخ. Portal 2 هي خليفة تلك الجوهرة الخفية في ذلك الصندوق البرتقالي, والتي لاقت إعجاباً عالمياً من اللاعبين والمواقع. سلسلة Portal هي واحدة من الأسماء في عالم ألعاب الفيديو الذي تجعلك تُبهر بماهيّة المحتوى الفني الذي يستطيع المطور وضعه في ذلك القرص المضغوط والذي يوازي (وربما يتفوق) على مجموعة كبرى مما تقدمه الأفلام السينمائية والمسرحيات وغيرهما.
قبل أن نتعمق أكثر, أحب أن أنبّه القراء بأن المراجعة ستحتوي على تفاصيل حارقة لأحداث الجزء الأول, وفي نفس الوقت سآخذ الحيطة بعدم ذكر أي تفاصيل عن أحداث طور اللعب الفردي في الجزء الثاني, لذلك أنصح بإغلاق المراجعة لمن لم يقم بلعب الجزء الأول حتى الآن (ومن ثم القيام بشراءها ولعبها بأسرع وقت). كانت Portal لعبة قصيرة محتواة ضمن The Orange Box, وعندما شاهدت Valve الشهرة الكبيرة التي حققتها, قررت ببدء العمل على Portal 2 كلعبة متكاملة ومستقلة بذاتها بفريقٍ وميزانيةٍ أكبر. كانت أحداث الجزء الأول تدور حول إحدى فئران التجارب البشرية Chell والتي تمتلك الـPortal Gun الذي يمكنها من وضع “Portals” ممثّلة المداخل والمخارج لتقوم بحل الألغاز المفروضة عليها من GLaDOS. تنتهي اللعبة بنجاح Chell بالهروب وتدمير المؤسسة و”قتل” GLaDOS المزعوم.
تستأنف Portal 2 تلك الأحداث بعد فترة زمنية طويلة حيث تعود Chell لمؤسسة Aperture Laboratories بطريقة لن أذكرها لتجد المكان المهجور معششاً بالنباتات والأشجار بعد أن تدمّر. بالطبع GLaDOS تعود مجدداً كشخصية عائدة مع بعض الشخصيات الأخرى الجديدة. بالطبع لن أذكر تفاصيل رحلتك, لكنك ستمر بمناطق متعددة وممتعة جداً طوال اللعبة, فستبدأ بإعادة بعض المراحل الكلاسيكية من الجزء الأول, وستمر عبر غرف اختبار جديدة فيما تقوم المختبرات بإصلاح الأعطال وتجديد وتنظيف نفسها. كذلك ستمر بعدد جيد من البيئات والأجواء المختلفة على مر اللعبة.
تعتمد Portal 2 كسابقتها على حل الألغاز التي تواجه اللاعب باستخدام الـPortal Gun. لن تحتكر اللعبة حلّ الألغاز داخل غرف الاختبار فحسب, بل ستجد نفسك بعض الأوقات في أماكن مختلفة تماماً تجبرك وتمرّنك على الاستفادة قدر الإمكان مما توفره لك البيئة. هناك عناصر لعب عائدة مثل المكعبات والأزرار, ومبدأ الحفاظ على الزخم أو “كمية الحركة” أثناء إنتقالك عبر الـPortals. تقدم اللعبة كذلك العديد من العناصر الجديدة التي تضيف تجديداً على تجربة اللاعب العائد. فهنالك أشعة الليزر التي تقوم بتوجيهها إلى الهدف المطلوب عن طريق المكعبات العاكسة, وهنالك المنصات التي تقوم بإطلاقك سريعاً في الهواء بمجرد ملامستها,والجسور المعلقة التي تتنظرك لتقوم بتمديدها حسب ما تراه مناسباً, وأيضاً تيّار أزرق متحرك تستطيع القيام بتوجيهه, ولا ننسى كذلك المواد الهلامية الملونة التي تساعدك في القفز عالياً أو الركض سريعاً. كل هذا قامت اللعبة بتعريفه على اللاعب تدريجياً لتضفي على تجربته نوعا من التغيير والابتكار.
Portal 2 تقدم مستواً مبهراً للغاية من العبقرية والابتكار والصعوبة في الألغاز. لا زلت منبهراً حتى الآن من كمية المجهود التي رأيتها من صقل وتهذيب للألغاز المختلفة وحلولها التي تترك اللاعب حائراً لفترةٍ ليست قصيرة. تحتوي بعض الألغاز كذلك على خليط ممتزج وممتع بين عناصر اللعب المختلفة التي بدورها لن تخطر على بال اللاعب إلا بعد التفكير العميق والمطوّل. هنالك نقطة أخيرة لا أعلم إن كانت ناحيةً سلبية أم لا, وهي تدرج الصعوبة على مدى ألغاز اللعبة. رأينا في Portal 1 كيف أن الألغاز تكون بدائية جداً في بداية اللعبة, وتزداد صعوبتها قليلاً فقليلاً حتى يتماشى اللاعب معها بدون أن يوارده إحساسٌ بالضياع. لم أجد هذا في Portal 2. نعم, اللعبة تبدأ بألغاز بسيطة نسبياً لكن صعوبتها تزداد بمعدل أكثر بكثير من سابقتها. إن نظرت إليها من ناحيةٍ أخرى, فربما أخذ المطور هذا التوجه معتبراً أن اللاعب قام بالفعل بإنهاء الجزء الأول قبل البدء في الثاني. على أية حال, شخصياً أوافق المطور فيما قام بفعله, ولا زلت أنصح كلّ من أراه أن لا يبدأ بلعب اللعبة قبل أن ينهي الجزء الأول.